الجمعة، 26 مارس 2010

«ميليشيات» جامعة القاهرة



في الرد علي دعوة أساتذة الجامعة لوقفتهم الاحتجاجية المعلنة ضد هاني هلال ـ وزير التعليم العالي ـ والتأكيد علي مطالبهم وحقوقهم.. تفتق ذهن إدارة جامعة القاهرة بالاتفاق بالطبع مع هاني هلال والأمن لمنع أعضاء جماعة 9 مارس من وقفتهم الاحتجاجية.. فأرسلوا ميليشيات من الطلبة أمام قبة الجامعة ـ المكان المعلن للوقفة الاحتجاجية ـ تحت حجة مهرجان للأسر.. وشارك في هذا المهرجان طلاب التدريب العسكري رغم أنه ليس هذا وقت التدريب!!

إذن تعاملت الجامعة بعقلية أمنية تماماً مع أساتذة الجامعة.. وحاولوا إجهاض تلك الوقفة الاحتجاجية عن طريق ميليشيات طلابية.. وكأن الإدارة الأمنية تريد ضرب الأساتذة عن طريق الطلاب.

هذا ما حدث في جامعة القاهرة يوم الثلاثاء الماضي.

الغريب أن أساتذة الجامعة وأعضاء 9 مارس نظموا خلال السنوات الماضية عدة وقفات احتجاجية داخل الجامعة.. ولم يحدث مثلما حدث يوم الإضراب العام والذي دعا إليه نوادي الجامعات في مواجهة الوزير «المدلل» هاني هلال.. وهو إضراب لمدة ساعة فقط.. لكن هذا الأمر لم يعجب العقلية الأمنية التي أصبحت لها اليد الطولي في الجامعات.

.. ومن ثم كان الحل في الميليشيات الطلابية.

.. ولعل هذا يذكرنا بما حدث في جامعة الأزهر نهاية عام 2006 عندما قام مجموعة من الطلاب ينتمون إلي جماعة الإخوان بعرض رياضي وذلك إثر خلاف بين إدارة الجامعة والطلاب باستبعاد طلاب من الانتخابات الطلابية بقرار إداري وأمني من الجامعة.. وهنا قامت الدنيا ولم تقعد.. واعتبروا العرض الرياضي عرضاً عسكرياً لاستعراض القوة للإخوان داخل الجامعة.. ومن ثم تم القبض علي طلاب.. وجري اتهام قيادات من الإخوان بأنهم وراء هذا العرض.. وتمت إحالتهم إلي محكمة عسكرية.. وعلي رأس هؤلاء القيادات خيرت الشاطر ـ فك الله أسره وشفاه من مرضه.

لكن ما يحدث من الإدارة الرسمية للجامعة وفرض ميليشيات فيها من الطلبة ضد الأساتذة أمر آخر.

.. فالميليشيات أصبحت هي الحل.

.. وبالطبع كل مسئول يتصرف كيفما يشاء.. طالما الكبير مريض.. ومصر عيانة.

.. ومن الآخر لا أحد يحاسب أحداً.. طالما الأمور ماشية ولو أدت فيما بعد إلي فوضي.

إنها مأساة أن تدار العملية التعليمية في الجامعات علي يد هلال بهذا الشكل وبطريقة محاولة ضرب الأساتذة عن طريق «الميليشيات».


ليست هناك تعليقات: