الخميس، 15 يناير 2009

إليك يا أحمد

عن مدونة شوية أفكار

أمسكت الورقة و القلم محاولا أن أكتب عن أخي العزيز المعتقل حاليا لدى أجهزة أمن الدولة (أحمد الكردي) فكان ما كتبت أدناه ..كتبت ما اظنه حال كل المعتقلين حاليا لدى أجهزة أفساد الدولة المسماة أمن الدولة ....
لمست فيك يا احمد اول ما تعارفنا الصدق والعزم والاخلاص ...وهي صفات قل أن تجتمع في شخص واحد ...كنت ولا زلت أتذكر نهمك الشديد للتعلم والتفكير حيث نقاشاتك في الدورات التثقيفية التي اشتركنا فيها سويا ... بل وزد على ذلك الحركة أيضا ..فأنت صاحب عزم لا يلين و قد وهبك الله طاقة غير عادية ...وعلى الرغم من قوتك البدنية و حصولك على الحزام الأسود في الكاراتيه الا انك كنت تحمل عزيمة الأسود و رقة الطيور حيث كنت لا تنام إذا علمت ان هناك من في صدره ضيق منك و لا تستريح حتى تتأكد أنه قد سامحك ...تحملت مسؤولية الجناح الطلابي لطلاب حزب العمل داخل الجامعة ووالله كانت انطلاقة غير عادية شهد عليها اصحاب التيارات السياسية الأخرى قبل أن نشهد عليها ..و لعل سببها كان أخلاصك الشديد يا أخي ...يوم اعتقالك اخبرني الاخوة انه بعد أن تكالب عليك فرقة الكاراتيه لاعتقالك أثناء المظاهرة في ميدان التحرير رأوك تخلع سترتك فظنوا انك تستعد لمواجهتهم الا انهم فوجئوا بك تفرشها على الأرض لتقيم الصلاة و تصلي ...يا الله ...اعتبرت ان قضية اخوانك المحاصرين في غزة هي قضيتك الشخصية التي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن تسكت عنها ...فشاركت في كل القوافل التي تم إعدادها و كل المسيرات التي أعدت بل تحركت في نشاط لجمع التبرعات للإخوة في فلسطين...هنا أدرك الأمن أنهم أمام كتلة غير عادية من كل الصفات التي يبغضها النظام (إيمان-قوة-عمل) حيث كنت بحق شعار طلاب العمل يا احمد تمشي على قدمين...اقتحموا منزلك وعبثوا كما عبثوا وسرقوا الحاسب الخاص بك ...ومنعوك من اداء الامتحانات على الرغم من انك في الفرقة الرابعة بكلية الحقوق الا اني اظنك الان تبتسم ابتسامتك المعهودة وانت تقرأ كتاب الله وتقول يا ليت قومي يعلمون...احدى عشر يوما وانت معتقل منعت عنك الزيارة لكن لا تحزن يا اخي اخوانك في فلسطين يجاهدون ويقاتلون بالسلاح وانت هنا تجاهد وتقاتل بالكلمة وما اعظمه من جهاد....

ليست هناك تعليقات: