الخميس، 25 ديسمبر 2008

جريمة ختام احتفالات مئوية جامعة القاهرة

إبراهيم منصور- صحيفة الدستور

انتهت احتفالات جامعة القاهرة بمئويتها «الأولي» بجريمة كبري هي منع الطلاب العنصر الأساسي في العملية التعليمية بالجامعة وبأي جامعة من المشاركة في الاحتفالات وأغلقت الجامعة أبوابها أمام الطلاب ومنحتهم إجازة إجبارية لتهيئة الأجواء لحضور المسئولين في الدولة.. فكيف يتم الاحتفال في غياب الطلاب؟!.واضح أن المسئولين في الجامعة وخارجها لا يهمهم العملية التعليمية بقدر ما يهمهم رضا المسئولين الكبار عنهم للمحافظة علي كراسيهم بعد أن أصبحت مناصب الجامعة العليا بالتعيين وبعد تقارير أمنية..لقد اكتفت إدارة الجامعة خلال عام الاحتفالات باستضافة عدد من الشخصيات أكثرها ليست علمية للحديث عن علاقتهم بجامعة القاهرة.. وإن كان ذلك مهماً في إطار الاحتفالات.. لكن الأهم لم تتطرق إليه تلك الاحتفالات في بحث العملية التعليمية الجامعية في ضوء عشوائية التعليم الحالي وانتشار الجامعات الخاصة الهادفة إلي الربح التي لا يعرف أحد أصلها وفصلها وتمويلها وتغيير خريطة التعليم.. وأين جامعة القاهرة من ذلك؟!.. تلك الجامعة التي كان لها تأثير كبير ليس في المجتمع المصري فقط بل في المنطقة كلها.. وكان لها ترتيب عالمي من حيث الجودة ومستوي خريجيها.. وللأسف الشديد لا نجد لجامعة القاهرة أي تصنيف علي مستوي الجامعات العالمية.. بل أصبحت هناك جامعات عربية وأفريقية أفضل منها.. ومع هذا لم يتوقف أحد عند تلك المشكلة ومحاولة بحثها ضمن تلك الاحتفالات..أصبحت الجامعة يسيطر عليها الأمن بداية من تعيينات باحثيها حتي أنشطة الأساتذة والطلاب وصارت الإدارة متأثرة بما يحدث في المجتمع والواقع السياسي المرير الذي تسيطر عليه البلطجة والتزوير فبدلاً من أن تغرس الجامعة في الطلاب الذين يمثلون جيل المستقبل ــ غير جيل جمال مبارك ــ قيم العلم والمشاركة في الواقع ومحاولة التغيير إلي الأفضل.. أصبحت الآن تغرس قيم الموالسة والنفاق والتزوير.. وقد شهدنا خلال الأعوام الأخيرة كيفية بناء اتحادات طلابية بالتزوير دعك من العملية التعليمية نفسها التي تراجعت كثيراً وأصبحت الجامعة خارج نطاق أي تصنيف «!!».واعتقد ــ ويعتقد غيري ــ الدكتور «أحمد نظيف» الذي عطل حضوره حفل الختام العملية التعليمية بالجامعة أو مشاركة الطلاب بالاحتفال بالمئوية الأولي لم يكن يتمتع بتلك السطوة التي تم بها التعامل مع الجامعة ليتم إغلاقها يومي السبت والأحد الماضيين رغم إنه كان أستاذاً بالجامعة قبل أي يحصل علي منصب رئيس الوزراء.. وربما يعود إليها.. وسبق له أن شارك في الاحتفالات بحضوره قبل ثمانية أشهر في الواقعة الشهيرة عندما واجهه الطالب «بلال دياب».. قائلاً: «إفرجوا عن مصر».. لكن لم يتعلموا الدرس بعد ويريدون «الجامعة معتقلة».. و«مصر معتقلة».

ليست هناك تعليقات: