السبت، 29 نوفمبر 2008

طلاب الأخوان ينتفضون من أجل غزة

أكد طلاب 4 جامعات مصرية (القاهرة، عين شمس، حلوان، الأزهر) تظاهروا يوم الأربعاء أمام مسلة جامعة القاهرة، أنهم لن يقبلوا باستمرار الحصار الجائر المفروض على إخوانهم في غزة، وأنهم سيستمرون في فعالياتهم التي أعلنوا عنها على مدار الأسابيع القادمة حتى يُفَكَّ الحصار على الشعب المحاصَر منذ أكثر من 16 شهرًا. الطلاب الذين تجاوز عددهم بضعة آلاف أعلنوا عن رفضهم التام لما يحدث لإخواننا في فلسطين، وندَّدوا بالصمت العربي الرسمي تجاه ما يحدث للأشقاء في غزة، والظلام الدامس الذي يعيش فيه الفلسطينيون بعد نفاد الوقود. وحمل المشاركون صورًا للمآسي التي تطال أشقاءنا في فلسطين، وقاموا بصلاة الغائب على أرواح الشهداء، كما أحرقوا العلم الصهيوني، مردِّدين هتاف "الله أكبر"، "راح ح نقولها جيل ورا جيل.. لن نعترف بإسرائيل".( حرق علم اسرائيل أمام جامعة القاهرة)
هتف الطلاب: "على غزة اشتد الضرب.. عايزين دولة تعلن حرب"، و"هنية ومشعل والزهار.. إنتوا أملنا يا أحرار"، و"علوا صوتك قولها صريحة.. اللي بيحصل يبقى فضيحة"، و"لا إله إلا الله.. طفل غزة بيصرخ آه.. والصهيوني عدو الله.. والأمريكي كمان ويَّاه"، و"شفتوا يا عالم أطفال غزة.. وروا العالم معنى العزة"، و"يا صهيوني يا خسيس.. دم المسلم مش رخيص"، و"أرض غزة ما بتتذل.. ارحل عنا يا محتل".
ورفع الطلاب خلال المظاهرة اللافتات التي تنتقد إرسال الغاز المصري إلى الكيان الصهيوني، بينما الأشقاء في غزة يموتون من البرد والفقر والحصار والظلام.
وحكى الطلاب القضية الفلسطينية أمام المسلة في روايةٍ هزليةٍ سخرت من الحكومات العربية التي لا تقوم إلا بالتنديد والشجب دون تحرك، مطالبين بوجوب ترك الشعوب لكي تقرر مصيرها وبفتح معبر رفح على الفور والسماح لقوافل الإغاثة بدخول غزة حتى نُنقذ مليون ونصف المليون فلسطيني محاصَرين من العدو الصهيوني.
كما أعلنوا أن فعالياتهم مستمرة، وأن هناك العديد من الفعاليات طوال اليوم، مشيرين إلى أنهم سيختمون تجمعهم بمؤتمر حاشد عند القبة في تمام الساعة الرابعة والنصف.
واختُتمت المسيرة بمؤتمر حاشد قدَّم فيه الطلاب وسائل عملية للتحرك لنصرة إخواننا المحاصَرين في غزة؛ بالتبرع عن طريق الوسائل والقنوات الشرعية، بالإضافة إلى مقاطعة المنتجات الصهيونية والأمريكية، والدعاء بنصرة إخواننا في فلسطين، مشيرين إلى أن أهم ما يميِّز المسلم هو إرادته وكرامته، مستنكرين صمت الحكام.
ووزَّع الطلاب بيانهم الذي استنكروا فيه مضي 91 عامًا على وعد بلفور الذي لم ينظر إلا بعين الكبر والظلم والذل والهوان للفلسطينيين والمسلمين، والذي كان الهدف الوحيد منه هو إقامة وإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
ولخَّص الطلاب مطالبهم في فتح معبر رفح وباقي المعابر بانتظام لكسر هذا الحصار الغاشم وإمداد القطاع بالمساعدات التي يحتاجها، وتسيير مرور القوافل والمساعدات، بالإضافة إلى وقف إمدادات الغاز إلى الكيان الصهيوني ووقف كل صور التعاون ونقض كافة الاتفاقيات والعهود المبرمة.
وبعث الطلاب خلال المؤتمر عدة رسائل؛ كانت أولاها إلى شعبنا المحاصَر في غزة؛ تقول: "لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، مؤكدين أن أهل غزة ضربوا لنا أروع الأمثلة في الصبر والثبات على الحق والتضحية في سبيل الله.
ثم وجَّهوا رسالةً إلى الشعب المصري المحاصَر أيضًا بالظلم والاستبداد، وطالبوه بالتحرك بقوة، وتنظيم فعاليات مختلفة لنصرة الشعب الفلسطيني والضغط على الحكومة لاتخاذ مواقف قوية تجاه ما يحدث في غزة.
وأكدوا ضرورة مواصلة الاحتجاجات والمسيرات المنددة بالحصار وعدم توقفها حتى يرفع الحصار تمامًا عن أهلنا في غزة.
وطالبوا باستخدام كافة الوسائل لنصرة غزة، كالقنوت والدعاء إلى الله أن ينصر إخواننا ويرفع عنهم الكرب ويُزيل الهم ويفك عنهم الحصار، وكذلك التبرع الفوري والسريع بالأموال للرجال والحُلِيِّ للنساء؛ دعمًا لأهلنا في غزة وفكًّا للحصار عنهم، وتنظيم فعاليات مختلفة لنشر القضية والتعريف بمأساة الشعب الفلسطيني، والاستمرار في الوقفات والمسيرات المندِّدة بالحصار وبالتخاذل العربي والضغط على الحكومات لفتح المعبر، وأخيرًا إحياء المقاطعة الاقتصادية والشعبية للمنتجات الأمريكية والصهيونية وفضح كل المطبِّعين مع الكيان الصهيوني.
وكانت الرسالة الثالثة من الطلاب التي حملها المتحدث الرسمي باسمهم موجَّهةً إلى الحكومة المصرية؛ أوضحوا فيها أن فلسطين هي قضية أمن قومي لمصر، وقطاع غزة هو امتداد إستراتيجي لمصر، مطالبين الحكومة بفتح المعبر فورًا وبشكل مستمر وإطلاق حملات للتبرع بالأموال لنصرة الشعب الفلسطيني، واتخاذ مواقف حاسمة أمام المجتمع الدولي والكيان الصهيوني تجاه ما يحدث لإخواننا في غزة، مؤكدين أن الكل ينتظر الكثير والكثير من مصر.
وكانت الرسالة الأخيرة موجَّهةً إلى أحرار العالم أن هُبُّوا لنصرة الحق ورفض الظلم، مشيرين إلى أن ما يحدث للشعب الفلسطيني من ظلم واضح وانتهاك لأبسط حقوقه الإنسانية على يد الاحتلال الصهيوني يحتاج من كل القوى الحية في العالم إلى توحُّد الجهود وإعلان المسيرات الغاضبة في كل عواصم العالم للتنديد بما يتعرَّض له هذا الشعب الأعزل على يد آلة الحرب الصهيونية ولرفع الحصار الظالم عنه.
وشهد المؤتمر عده فعاليات أخرى بإلقاء قصائد شعرية وأناشيد أجَّجت حماس الطلاب الذين أكدوا أنهم مستمرون في فعالياتهم حتى يفك حصار غزة ويعيش أهلها حياة آمنة.
كانت جامعة القاهرة شهدت منذ صباح اليوم حصارًا أمنيًّا مشدَّدًا بأكثر من 60 عربة أمن مركزي، وأثناء تجمع الجامعات الأربع في 3 وقفات أمام مسلة الجامعة قامت قوات الأمن بدفع الطلاب والتعدي عليهم لحصارهم داخل كردون واحد؛ مما أدَّى إلى إصابة 13 طالبًا بكدمات وجروح متوسطة وخطيرة.
وأكد الطلاب المتظاهرون أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث في غزة؛ من حصار وتجويع وتشريد دون تحرك على المستوى الرسمي أو الشعبي.
رفع الطلاب لافتاتٍ تندِّد بالانتهاكات والتجاوزات الصهيونية، منها: "لن نعترف بإسرائيل"، و"افتحوا معابر رفح"، و"لكم الله يا أطفال غزة"، و"رحماك ربي بأطفال غزة"، و"أول مطلب للجماهير.. قفل سفارة وطرد سفير"، وأكد الطلاب أن فعالياتهم ستستمر إلى مساء اليوم.
نقلا عن أخوان أون لاين (بتصرف)

ليست هناك تعليقات: