الثلاثاء، 1 أبريل 2008

كلمتنا في المنتدى الطلابي - مؤتمر القاهرة السادس لمكافحة الاحتلال والصهيونية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

أخوتي وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إننا نجتمع اليوم ممثلين لطلاب جامعات مصر، لنناقش المشاكل الطلابية التي تلح علينا في الوقت الحاضر، ونسعى لوضع الحلول والوسائل، ومن أبرز المشاكل الطلابية الآن تدني مستوى العملية التعليمية، ولعل ما يؤكد ذلك هو إضراب أساتذة الجامعات، ومطالبتهم بتحسين مستوى التعليم الجامعي وزيادة أعداد الجامعات مع تأكيدهم على مجانية التعليم، تلك المجانية التي يسعى النظام المصري لإلغائها بكل الطرق، وذلك عن طريق زيادة المصاريف كل عام، وإنشاء نظام للتعليم الموازي الذي عرفناه باسم التعليم المتميز، وتحويل العملية التعليمية إلى عملية تـِجارية، يكون الفاصل فيها هو مدى قدرة الطالب على دفع المصاريف، وحرمان شريحة كبيرة من أبناء مصر من التعليم الذي هو حقٌُُ أصيلٌ لهم، وفي الوقت الذي تعاني فيه مصر من تأخـٍر في المجالات العلمية وهجرات للعقول المتميزة إلى الخارج، وتقترب فيه ميزانية البحث العلمي من الصفر ، يأتي النظام ويسعى لإلغاء مجانية التعليم ويشجع على التوسع في التعليم الخاص بدلا من زيادة ميزانية الجامعات والبحث العلمي ودعم الكتاب الجامعي وتطوير التعليم وزيادة كفاءة الخريجين.

كذلك لا يمكننا تجاهل المشكلات الأمنية التي يتعرض لها الكثير منا، حتى ممن لا ينتمون لأي تيارات سياسية، وأصبحت إما سياسة القهر والخوف أو اللامبالاة هي المسيطرة على مشاعر أكثرنا، وأصبحت التدخلات الأمنية هي الأساس في الجامعة و لها أولوية قبل التعليم، وأصبح ضباط الأمن هم المتحكمين في الكليات وتعلو أصواتـَهم على أصوات العمداء، وأصبح الشطب من الانتخابات والإحالة إلى التحقيق والمنع من المدينة الجامعية والفصل أمورا عادية.

وبما أن الطلاب هم جزء من المجتمع فلا يمكننا تجاهل غلاء الأسعار الذي ينعكس علينا وعلى أهلنا، والأزمات الاقتصادية التي تعصف بنا واحدة تلو الأخرى، إلى أن صارت أبسط الحقوق مثل الحصول على الماء والخبز مطلبا صعبا للكثيرين وهما كبيرا يموت من أجله أبناء هذا الوطن أملا في الحصول عليه، ولا شك أن هذا هو هدف النظام وأمنيته التي هي إلهاء الناس عن ما تواجهه الأمة ٌمن خطر وعن استمرار ذلك النظام الجائر الذي يسلب حقوق الشعب.

ولا يمكننا أيضا أن ننسى مشاكل وهموم أمتنا العربية الإسلامية، ولا أن ننسى الحصار الذي يفرضه النظام المصري على إخواننا في غزة، ويشارك في قتل العشرات مرضا وجوعا بدعوى السيادة على الحدود وعلى هيبة مصر، بينما أرواح المصريين تزهق بأيدي الأعداء الصهاينة والأمريكان على أرض مصر وفي مياه مصر دون أي ثمن، وصارت الحقيقة واضحة فالأنظمة العربية الحاكمة وبخاصة في مصر ما هي إلا وجه ٌ آخر للحلف الأمريكي الصهيوني ضد الأمة.

ونصل في النهاية إلى أن المشاكل التي نعاني منها داخليا وخارجيا يمكن حلها بأيدينا نحن الطلاب، بأن نعبرَ عن آرائِنا ونطالبَ بحقوقِنا ونكسرَ قيودنـَا حتى يكون انهيار هذه القيود بداية ً لتحرير الأمة من الظلم، وشعلة ً تنير لنا طريق العلم والتقدم.

أخوتي وأخواتي ... لا يسعني إلا أن أشكركم على هذا الاجتماع، ولكني أؤكد عليكم وعلى نفسي بأن الكلام وحده لا يكفي وأن علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لإنقاذ أنفسنا ووطننا وأمتنا، ونحن طلاب حزب العمل على استعداد للعمل والتنسيق معكم في أي مجال مادام في صالح نهضة مصر ونهضة الأمة.

وفي الختام أوجه تحية إلى إخواننا الطلاب والمجاهدين في غزة أرض الرباط، وإلى المجاهدين في العراق وفي الشيشان وفي أفغانستان، وإلى كل من يدافع عن عقيدته وأرضه وكرامته وحريته, وأختتم بكلام الله سبحانه وتعالى "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"

والله أكبر ويحيا الطلبة

ليست هناك تعليقات: