الأربعاء، 27 مايو 2009

لماذا يأتي أوباما إلى القاهرة

د. محمد مورو  

زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القاهرة في 4 يونيو 2009 التي يخاطب فيها العالم العربي والإسلامي من خلال قلب العروبة النابض وقلعة الإسلام التاريخية الحصينة ! ومهد الحضارات وذات الثقل الجغرافي والسياسي والاستراتيجي ، لها أسبابها – تحت السطح – وليست كما يروج أو روج البعض بأنها نوع من الاعتراف الأمريكي بمكانة ودور مصر ، مكانة ودور مصر حقيقة لا شك فيها ، ولكن تلك المكانة وذلك الدور كان معروفاً جداً لدى الجميع ، بمن فيهم الإدارة الأمريكية وباراك أوباما ذاته عندما قرر الرجل أن يتخذ من البرلمان التركي منبر لتوجيه رسالته إلى العالم الإسلامي ، فما هو إذن السبب الذي استجد ليتخذ أوباما من القاهرة مكاناً لتوجيه رسالة جديدة ، هل فشلت الرسالة التركية في تحقيق أهدافها ؟ ومن يضمن أن تنجح رسالة أوباما من القاهرة في تحقيق تلك الأهداف .
يجب أن نتأمل المسألة ، أو أن نبحث فيما هو تحت السطح ، حتى نتخذ الموقف الصحيح أو على الأقل نكون على دراية بما يجري حولنا . لأن أوباما الذي كان يدرك دور ومكانة مصر لا يضحي بظهوره بمظهر المتخلي عن الليبراليين المصريين والعرب ويشوشر على ما يزعم من مبادئ حول الحرية ، ويعطي الفرصة لمنتقديه باتهامه بالبراجماتية ، وينسف كثيراً من مصداقيته حين يدعم نظاماً سياسياً متهماً بالفساد والديكتاتورية ويجعل عاصمته منبراً للحديث للعالم العربي والإسلامي ، إلا إذا كان يريد هدفاً آخر أكبر من كل ذلك بالنسبة له أو للمؤسسة الأمريكية صاحبة القرار الحقيقي في واشنطن .
لنعود قليلاً إلى الوراء . عندما نشرت مجلة النيوزويك العربي تحقيقاً عن السيناتور باراك حسين أوباما ، الأسود ذو الأصل الإسلامي ، وجعلت صورته على الغلاف بالكامل قبل أكثر من عام ونصف على موعد الانتخابات الأمريكية الرئاسية ، وجعلت منه أحد المرشحين للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي ، وليس عيباً أن أذكر أنني وقتها كتبت متوقعاً أن يصبح هذا الرجل أول رئيس أسود لأمريكا ، وظللت متمسكاً بهذا التوقع طوال الحملة الانتخابية التمهيدية للحزب الديمقراطي وكانت موضوعاتي المنشورة في هذا الصدد مثلاً بعنوان أوباما يغسل أكثر بياضاً ، رئيس أسود لبيت أبيض وغيرهما ، وكان تحليلي في ذلك هو أن المشروع الإمبراطوري الأمريكي قد فشل وأن المؤسسة الأمريكية لا تريد أن يتحول هذا الفشل إلى هزيمة استراتيجية لأمريكا ، وأن السبب الجوهري لهذا الفشل هو الحرب الأمريكية على الإرهاب استندت إلى خطاب أمريكي استفز الوجدان العربي والإسلامي ، وأعطى المزيد من الزخم لفكرة أنه لا طريق لمواجهة أمريكا وإسرائيل إلا بالعنف ، وهذا أعطى مدداً مستمراً من الكوادر والعناصر لحركات المقاومة بكل أطيافها ولمنع وتجفيف منابع هذا المدد ينبغي إجراء عملية غسيل لأمريكا لا يمكن أن تتحقق إلا بصعود شخص قادر على خداع العالم العربي والإسلامي ، وكان هذا هو باراك حسين أوباما ، ولذا فإن المؤسسة استغلت قدراته الشخصية وذكائه وساعدته أو غضت الطرف عنه في طريقه إلى البيت الأبيض .
أوباما إذن هو رجل المهمات النوعية لدى المؤسسة الأمريكية ، فهو الذي يغسل وجه أمريكا القبيح وهو الذي يحقق نوعاً من الحلول الممكنة مع الإيرانيين ، وهو الذي يحمي إسرائيل من نفسها ومن حماقات المتطرفين الإسرائيليين الذين وصلوا إلى السلطة في إسرائيل في الانتخابات الأخيرة ، وإذا ترك لهم الأمر فإنهم سوف يدمرون إسرائيل بحماقاتهم ، كما كاد اليمين الأمريكي المتطرف أن يدمر أمريكا إبان عهد جورج بوش الابن .
تنطلق فكرة المؤسسة الأمريكية والكثير من المفكرين الأمريكيين اليهود وغير اليهود بل والأوروبيين وزعماء سياسيين في أوروبا وأمريكا ، بأنه لا بد من إنقاذ إسرائيل من نفسها وأن إسرائيل كدولة تخدم المشروع الغربي لا بد أن تستمر ، وأنها مهددة بالزوال بالفعل إذا استمر أسلوب استفزاز المشاعر الوطنية الفلسطينية والقومية العربية والوجدان الإسلامي لأن ذلك سيعطي مدداً كبيراً لحركات المقاومة ومهما كانت الوسائل والطرق فإن العمليات الاستشهادية أو الضرب بالصواريخ الصغيرة أو وسائل أخرى مستجدة سوف تتزايد ومن الضروري وضع حد لذلك عن طريق نوع من التسوية ، وأنه قد ثبت علمياً ، أنه لا الجيش الأمريكي أو الإسرائيلي أو كل جيوش العالم قادرة على إنهاء المقاومة وقد ثبت ذلك عملياً في حرب صيف 2006 في لبنان ، وحرب أو مجزرة غزة 2009 وأن الطريق الوحيد المتاح الآن هو إنشاء وطن للفلسطينيين تحت السيطرة الأمنية والاقتصادية والعسكرية الإسرائيلية ، تقوم فيه سلطة فلسطينية تكون مهمتها حراسة إسرائيل من المقاومة ، وأن يكون ذلك بضمان عربي يحقق الأمر ذاته ، على أن تتضافر كل الجهود المعتدلة العربية والفلسطينية والدولية ! ! في القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه وتحقيق نصر استراتيجي غربي أمريكي إسرائيلي على ذلك الإرهاب ، ولذا فإن المؤسسة الأمريكية تعتبر أن حل الدولتين هو أولاً إنقاذ لدولة إسرائيل ، وهو ثانياً مطلب ضروري وحيوي للأمن القومي الأمريكي .
أضف إلى ذلك أن الدراسات والمؤتمرات والأبحاث التي قام بها علماء واستراتيجيون في أكثر من مركز بحثي أو جامعة أمريكية أو أوروبية عبرت عن الخوف من تخلي الفلسطينيين عن حل الدولتين لصالح النضال من أجل حقوق متساوية في دولة واحدة وهذا يعني بالنسبة لهؤلاء الباحثين والعلماء والاستراتيجيين نهاية الدولة اليهودية ، كما تقول الدكتورة نادية حجاب الباحثة بمؤسسة الدراسات الفلسطينية ، ويقول المفكر الروحاني نديم روحانا جيدا " إن حل الدولتين طريق لإنقاذ الصهيونية " ، ويرى الباحث الفلسطيني الدكتور مازن النجار " أن قيام الدولة الفلسطينية على جزء من فلسطين هو أفضل تجسيد على الأرض لقومية يهودية مصطنعة في الأصل وليس لها في الحقيقة مقومات قومية بقدر ما هي أيديولوجية حصرية عنصرية صراعية طاردة " .
وهكذا فإنه بوضع حقائق الوضع الأمريكي والأوروبي والإسرائيلي أمام المؤسسة الأمريكية ، فإن الطريق الوحيد لحل أزمة إسرائيل الوجودية هول حل الدولتين ، وأحد طرق مكافحة الإرهاب أمريكياً هو حل الدولتين ، وهذا الحل يحقق بالإضافة إلى ذلك ما يأتي
-    إلغاء برامج الكفاح الفلسطيني سواء ما كان منها وطنياً أو قومياً أو إسلامياً أو إضعاف مبررات ذلك النضال على الأقل وعزل الحركة الوطنية أو القومية أو الإسلامية في فلسطين عن محيطها العربي والإسلامي وبذلك يمكن خنقها من ناحية وإضعاف الحركة القومية العربية أو الإسلامية الأممية من ناحية ثانية .
-    أن هذه الدولة تعني التنازل رسمياً وتاريخياً عن 80 % من أراضي فلسطين التاريخية وإلغاء حق العودة وبذلك يكون الأمر أشبه بالولادة الثانية لدولة إسرائيل .
-    أن الدولة الفلسطينية المقترحة ، ستكون مجرد كانتونات عازلة يعيش فيها فلسطينيون بدون أفق عسكري أو سياسي أو اقتصادي تحت سيطرة كاملة من البحر والجو والأرض من الاحتلال الصهيوني مع اشتراط تعاون أمني كامل بين السلطة والكيان الصهيوني تصبح فيه السلطة شرطي يعمل لصالح الأمن الإسرائيلي مع الأخذ في الاعتبار تغلغل المستوطنات وشبكات الطرق الرابطة بينها والمسارات الالتفافية الأخرى ، والحواجز العسكرية والأمنية ، والجدار العازل الذي تم إنجاز أكثر من 80 % منه وجاري استكماله حتى عام 2010 ويمر هذا الجدار بمسار متعرج حيث يحيط معظم أراضي الضفة الغربية ويعزل مدناً أو مناطق بكاملها بحيث تكون محاطة بالجدار من كل جانب . والمحصلة أن الدولة المقترحة هي كانتونات للفصل العنصري لا أكثر ولا أقل مع نظام اقتصادي كولونيالي وبقعاً متنافرة من المراكز السكانية .
وحينما تقرر المؤسسة الأمريكية أن حل الدولتين هو هدفها فإن على السيد أوباما أن يأتي إلى القاهرة ، ويدعو إلى ذلك على أن يظهر الإسرائيليون بمظهر الرفض لهذا الحل سواء عن صدق أو خداع ، لأن هذا الرفض يعطي الإدارة الأمريكية الفرصة للضغط على العرب للتنازل عن حق عودة اللاجئين أو لتحقيق نوع من التطبيع مع كل الدول العربية والإسلامية أو اعتراف المؤتمر الإسلامي بإسرائيل بمجرد الحصول على وعد من أوباما بحل الدولتين ، وإظهار أن هناك نوع من التفاهم الأمريكي العربي الإسلامي واتفاق في التصورات على عكس الحكومة الإسرائيلية ، ومن ثم يتم الضغط على إسرائيل للقبول بذلك بصعوبة ، فيصفق العرب طويلاً للأمريكيين الذين ضغطوا أخيراً على إسرائيل وانتزعوا منها سلاماً فتتحسن صورة أمريكا في عيون العرب والمسلمين ، ومن ثم يتم ضرب كل العصافير بحجر واحد .
وهذا التحليل لا يعني بالضرورة أن ينجح على الأرض ، نحن نقول فقط أن هذه هي الخطة الأمريكية التي رسمتها المؤسسة الأمريكية للرئيس أوباما لكي يأتي ليبدأ في تنفيذها عن طريق القاهرة في يونيو 2009 ، وأن هذه الخطة لصالح أمريكا ولإنقاذ إسرائيل من نفسها ، ولكن هناك بالطبع فوق ذلك قدر الله تعالى ثم هناك الغباء والصلافة الإسرائيلية التي قد تنجح في الصمود أمام الضغط الأمريكي المتوقع ، أو قدرة الإسرائيليين على المراوغة والدخول في تفصيلات بلا نهاية ، أو تحدث تغيرات داخل الإدارة الأمريكية ذاتها ، أو حتى تحدث تطورات درامية في المنطقة فتطيح بكل المخطط أو تخلط الأوراق من جديد ، والله تعالى أعلم .

السبت، 23 مايو 2009

جامعات تحت الصفر

 د. محمد مورو  

تدنى وسوء أحوال الأجهزة المصرية أصبح ظاهرة واضحة للعيان وتحتاج إلى مناقشة هادئة وصريحة وبدون حذف أو مجاملات، لأن الأمر ليس ـ بنفس المعدل ـ الاتجاه، فإننا باتجاه كارثة حقيقية، يجب بدايةً أن نعترف أن مصر فى أزمة، وأن هذه الأزمة تحتاج إلى تشخيص وفتح الجراح وتوصيف صريح لها. ومن ثم وضع خطة للإقلاع والنهوض.
إذا سلمنا مثلاً أن مصر فقدت الكثير من دورها الإقليمى والعالمى والعربى، فإن هذا صحيح، ليس لأن هناك مؤامرة على مصر مثلاً، وليس لأنها لا تمتلك أوراقاً هامة مؤثرة، ولكن لأنها انشغلت بقضايا شخصية على مستوى عال جداً، وهذا أنسحب على غيابها عن الإقليم بصورة صحيحة، ثم نروح نصرح إذا اعتدى أحد على سيادتنا، ولا نقول لماذا تجرأ هذا أو ذاك، أو ندعى أن مصر لا تزال عظيمة ولها تأثير ونفوذ وأن إنكار ذلك جزء من الحقد على مصر!!.
وإذا قلنا أن هناك ترهلا إداريا واضح المعالم، ناهيك عن الفساد والرشوة والمحسوبية، وأن ذلك لا يرجع إلى سوء سلوك الموظفين، أو ضعف أجهزة الرقابة، بل لأنه أحد لا يكترث بأحوال الناس، بمعنى أنه لو كان لدى إحساس بأن هناك مسئولاً ما حتى لو كان أكبر مسئول، سوف يهتم بشكواى، لما تراخيت ولا تقاعست عن توصيل الشكوى له، ومن ثم يكون ذلك رادعاً للموظف الصغير الفاسد أو المهمل، لأن هناك من سوف يحاسبه، أنه مهما كان الفساد واضحاً بل وموثقاً، فإن أحد لن يستمع إليك، ومن ثم فلا داعى للشكوى أو الاهتمام أصلاً، وعليك أن تحصل على بعض حقوقك بطرق ملتوية، وتكتفى من الغنيمة بالإياب.

إذا فشلت مصر فى مواجهة إنفلونزا الطيور مثلاً، ثم أصبحت هى الأعلى فى نسبة الإصابة عام 2009، فإن ذلك لا يرجع إلى نقص الإمكانيات المادية، ولا ضعف القدرات الطبية والعلمية، بل إلى وجود خلل رئيسى فى جسم النظام السياسى المصرى، لا يسمح بالجدية فى مواجهة أى شىء.

نصل الآن إلى موضوع الجامعات، التى خرجت من التصنيف العالمى لأفضل 500 جامعة، فهى لم تعد فى ذيل القائمة، بل هى خرجت نهائياً من التصنيف، وهذه كارثة، لا نعنى ذلك أن وجودها منذ سنوات فى ذيل القائمة، لم يكن مؤشراً للمسئولين لكى يتحركوا لإدراك الأمر وإصلاح ما أفسده الفاسدون والمهملون، ولكن ربما لأننا فى غيبوبة، فإن الأمر استمر فى نفس الاتجاه.

أنا لا أحمل وزير التعليم العالى، ولا رؤساء الجامعات ولا حتى رئيس الوزراء والمسئولين، بل أحمل النظام السياسى بكامله هذه المسئولية، والبداية الصحيحة لإصلاح الأحوال هى إصلاح النظام السياسى، فالسمكة فسدت من رأسها، وإذا أصلحنا النظام السياسى وكان هناك حرية وتداول سلطة وانتخابات نزيهة، يمكننا أن نصحح باقى الأجهزة التعليمية والقضائية والصحة... الخ. وإذا تجاهلنا الإصلاح السياسى، فإننا نكون مثل الإناء الذى لا قعر له، فمهما صببنا فيه من ماء، فلن يمتلئ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

الخميس، 21 مايو 2009

أمن الدولة يختطف 2 من طلاب الإخوان بجامعة الفيوم والجامعة تحيل 7 آخرين لمجلس تأديب

اختطفت مباحث أمن الدولة بالفيوم 2 من طلاب الإخوان المسلمين بجامعة الفيوم هما محمد جمال سيد  و رمضان عسكر  بكلية دار علوم من داخل  سيارة أجرة .
و في نفس الوقت أصدر عميد كلية دار العلوم الدكتور خليل عبد العال اليوم قرار بإحالة  سبعة من طلاب الاخوان المسلمين إلى مجلس تأديب وهم أبو الحسن عطية الويشي و محمد شعبان هاشم الإضافة إلى الطلاب المعتقلين محمود هارون شحات - و محمد إبراهيم علي - و أحمد محمد صوفي -ومحمد إبراهيم علي - و محمد أحمد سعد ، على الرغم من أنه سبق أن حولهم للتحقيق بنفس التهمة يوم الأربعاء 8/4/2009.
يذكر أن مباحث أمن الدولة بالفيوم اصدرت قرارات اعتقال في حق اثنين من طلاب الإخوان بجامعة  الفيوم بعد أن أخلت النيابة سبيلهما قبل يومين و تم ترحيلهما لسجن وادي النطرون.
وكان  علاء كمال مدير نيابة الفيوم الكلية قد قرر يوم السبت أول أمس إخلاء سبيل طالبين من طلاب الاخوان المسلمين بكلية دار العلوم جامعة الفيوم هما محمد إبراهيم خفاجة ومحمود هارون شحات بعد احتجازهم لمدة 45 يوما على ذمة التحقيقات ، وبذلك يكون عدد الطلاب 6 معتقلين بسجن وادى النطرون  و6 آخرين بسجن دمو بالفيوم على ذمة التحقيقات وطالب آخر بسجن المرج على ذمة
قضية أخرى .

نقلا عن جريدة بر مصر الالكترونية

الجمعة، 15 مايو 2009

في ذكرى النكبة



أيها المارون بين الكلمات العابرة

محمود درويش 

أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
 

أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص .. و انصرفوا
وعلينا ، نحن ، أن نحرس ورد الشهداء
و علينا ، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء

أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
خلنا في أرضنا ما نعمل
و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى أجسادنا
و لنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر.. أو خجل
فخذوا الماضي ، إذا شئتم إلى سوق التحف
و أعيدوا الهيكل العظمي للهدهد ، إن شئتم
على صحن خزف
لناما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل

أيها المارون بين الكلمات العابرة
كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
أو إلى توقيت موسيقى مسدس
فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان أو للذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن أن تنصرفوا

ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا
فنا في أرضنا ما نعمل

ولنا الماضي هنا

ولنا صوت الحياة الأول

ولنا الحاضر ، والحاضر ، والمستقبل

ولنا الدنيا هنا .. والآخرة ْ

فاخرجوا من أرضنا

من برنا .. من بحرنا

من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا

من كل شيء ، واخرجوا من ذكريات الذاكرة ْ

أيها المارون بين الكلمات العابرة ْ!

السبت، 9 مايو 2009

الله أكبر..خروج أحمد الكردي


الحمد لله أحمد الكردي في بيته الآن

تم الإفراج عنه اليوم الساعة 12 صباحا من مباحث أمن الدولة بالطالبية

الثلاثاء، 5 مايو 2009

الله اكبر الله اكبر الله اكبر..اخلاء سبيل أحمد الكردي


بفضل الله وبحمده وبقوته تم اخلاء سبيل أحمد الكردي اليوم ومن المنتظر أن يكون في منزله في خلال يوم أو اثنين بإذن الله

شكرا لكل من تضامن أو لم يتضامن مع أحمد الكردي

الله اكبر ويحيا الطلاب

الأحد، 3 مايو 2009

لكي نقفز إلى الصفر

الأستاذ فهمي هويدي - صحيفة الرؤية الكويتيه

السبت 6 جمادى الأول 1430 – 2 مايو 2009

تلقيت عدة رسائل تعليقا على ما كتبته بخصوص صدمة غياب الجامعات ومراكز البحوث المصرية عن قائمة أفضل خمسمائة جامعة في العالم.

وهو ما طرحت فيه سؤالين تمنيت أن نجيب عنهما، أحدهما عن أسباب هذا الفشل الذريع، والثاني عن كيفية إنقاذ الموقف وانتشال مؤسساتنا الأكاديمية من وهدتها، تخيرت مما تلقيته رسالة د.صلاح عز الأستاذ بهندسة القاهرة، بعدما وجدتها الأكثر شمولا وصراحة في الإجابة عن السؤالين، في رسالته قال د.صلاح عز ما يلي:

في الإجابة عن السؤال الخاص بأسباب الفشل الأكاديمي، هناك عدة عوامل على رأسها:

مناخ مسموم تنشره السلطة في المحيط الجامعي، وإدارة جامعية ارتضت تسييس الجامعة بتبعيتها الكاملة للسلطة، وأستاذ جامعي مستسلم لما تمليه الإدارة دون أي مقاومة، وأخيرا طالب جامعي هو ضحية ما سبق من أسباب

باختصار، فإن تسميم السلطة للمناخ الجامعي والذي يؤدي إلى تفشي الإحباط واليأس بين الطلبة والأساتذة، هو نتيجة لاحتكار الحزب الحاكم للسياسة داخل الجامعة عن طريق:

رفض انتخاب القيادات الجامعية وتعيين السلطة لها بناء على تقارير وموافقة مباحث أمن الدولة، عدم تعيين الطلبة المتفوقين كمعيدين إلا بموافقة مباحث أمن الدولة، انتشار ضباط أمن الدولة وبلطجية الداخلية داخل الحرم الجامعي، تزوير جميع انتخابات الاتحادات الطلابية في جميع الجامعات بلا استثناء وتعيين الطلبة المرضي عنهم أمنيا، انتشار مصفحات الأمن المركزي والبنادق الرشاشة حول الحرم الجامعي وكأنه وكر للجريمة والإرهاب.

أضف إلى ما سبق: إجبار الجامعة على استيعاب أعداد هائلة من الطلبة هي غير مؤهلة لاستيعابهم، وعدم تخصيص تمويل يكفي للتعامل بكفاءة مع هذه الأعداد (تجهيز معامل ومكتبات وتوفير أحدث الأجهزة والدوريات العلمية ووسائل العرض).

أما البحث العلمي، ففي بلاد العالم المتقدم شرقا وغربا، هناك خطة استراتيجية يضعها النظام الحاكم تُجرى على أساسها الأبحاث العلمية في الجامعات ومراكز الأبحاث. وهناك معامل مجهزة بأحدث الأجهزة لتمكين الباحث من إجراء أبحاث جادة قابلة للنشر في الدوريات العلمية الكبيرة. وهناك صناعات متقدمة (التي هي هدف الخطة الاستراتيجية) تتلقف نتائج هذه الأبحاث لتطبيقها صناعيا.

أما في مصر فعندنا أبحاث هزلية لا هدف لها سوى الحصول على الترقية، ولا توجد رؤية أو خطة استراتيجية، ولا أجهزة ومعامل ولا صناعة متقدمة من أي نوع تساعد على توفير التمويل اللازم لإجراء الأبحاث. ولك أن تتخيل ماذا يمكن أن ينجزه أحمد زويل إذا ما قرر العودة والاستقرار في مصر.

أما بالنسبة للتدهور الأكاديمي والإنساني الذي أصاب الأستاذ الجامعي، فتكفي الإشارة إلى أن من يقبلون أن يكون تعيينهم بقرار من المباحث العامة، هم أساتذة جامعيون، وأن نسبة كبيرة من مسؤولي السلطة في مصر هم أساتذة جامعيون، وأن من يكتفون بالشكوى والتذمر ثم يرفضون المشاركة في أي فعالية «كالتظاهر والإضراب» للمطالبة بحقوقهم، هم أساتذة جامعيون، وأن من يرتضون لأنفسهم الهوان ويخضعون لتسييس الجامعة وتنفيذ كل ما تمليه عليهم الإدارة المعينة دون أدنى مقاومة أو احتجاج، هم أساتذة جامعيون.

أما الطلبة فهم ليسوا فقط ضحايا لسلطة باطشة وإدارة تابعة وهيئة تدريس سلبية، بل هم قبل ذلك ضحايا لنظام تعليمي عقيم قائم على الحفظ والتلقين من خلال مناهج متخلفة ودروس خصوصية ومراكز تعليمية. بتعبير آخر، إذا توافرت الإرادة لإصلاح التعليم الجامعي فالخطوة الأولى لابد أن تكون من الحضانة. نحن في حاجة إلى سنوات طويلة في ظل توافر الإرادة المستقلة لكي تنشأ أجيال أخرى من الطلبة والأساتذة لديها ما يؤهلها للنهوض بالتعليم الجامعي

هنا أصل إلى سؤال المسؤول عن الفشل الأكاديمي. وإجابتي من دون تردد هي النظام الحالي الذي يتسلط على حكم مصر بالتزوير منذ ثلاثة عقود، والذي لم يترك قطاعا مهنيا إلا وأُعمل فيه التخريب. منذ عشرة آلاف يوم كانت مصر في نفس مستوى النمور الآسيوية. ولكن في الوقت الذي كانوا هم فيه يتقدمون إلى الأعلى يوما بعد يوم، كنا نحن نتراجع يوما بعد يوم حتى وصلنا إلى درجة عشرة آلاف تحت الصفر في قاع لا تبدو له نهاية.

إن أخطر إنجازات هذه السلطة التي نجحت في تحقيقها، هي تكفير الشباب ببلده. فقد قتل نظام الحكم الانتماء لمصر في صدور الطلبة، فلا ترى شابا إلا ويتمنى الخروج من مصر وعدم العودة إليها بعد أن نال اليأس منه وهو لا يرى منذ مولده إلا وضعا واحدا كئيبا مفروضا عليه ولا أمل في تغييره.

ختاما، فإنه يستحيل إجراء أي إصلاحات في قطاع التعليم إلا بتوافر الشروط اللازمة لذلك، وعلى رأسها إرادة سياسية مستقلة، ثم قضاء مستقل، وصندوق انتخابي نظيف.

إذا تحققت هذه الشروط نكون قد قفزنا قفزة واحدة إلى درجة الصفر من عشرة آلاف درجة تحته. عندئذ يمكننا الحديث عن التقدم إلى الأعلى وإجراء إصلاحات جدية.

لقد صعّب د.صلاح عز المسألة كثيرا، لأنه وضع حلولا تعجيزية لحل المشكلة!